ولكنّك قد
عرفت آنفاً عدم أخذ هذا القيد في معناها اللغوي، كما أنّ مادّة العبادة قد
استُعملت بصيغها المختلفة في القرآن عارية عن هذا القيد، مثل عبادة الطاغوت.
كقوله
تعالى: «و جعل منهم القردة والخنازير وعَبَد الطاغوت»[1].
و
قوله تعالى: «و الذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها»[2].
ومن
هذا القبيل الآيات الناهية عن عبادة الشيطان، كقوله تعالى:
«ألم
أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان»[3]
وقوله تعالى- نقلًا عن قول إبراهيم عليه السلام لأبيه-: «يا
أبت لا تعبد الشيطان إنّ الشيطان كان للرحمان عصياً»[4].
ومن
المعلوم أنّهم لم يتّخذوا الطاغوت والشيطان آلهة. وحمل هذه الآيات وما شابهها على
المجاز خلاف الظاهر، بعد كون أخذ القيد المزبور في مفهوم لفظ العبادة خارجاً عن
معناه الموضوع له، كما عرفت في التحقيق اللغوي.
نعم
قد اخذ القيد المزبور في موارد استعمال مادّة العبادة- بصيغها المختلفة- في كثير
من الآيات القرآنية. ولكن الاستعمال في هذه الموارد إنّما يكون بقرينة ذكر الآلهة
أو قرائن اخرى.
والإنصاف
كثرة استعمال مادّة العبادة في هذا المعنى في مختلف