منهم روح الفتوّة والحمية والغيرة الدينية، وعند ذلك تكثر المفاسد الأخلاقية والمعاصي الفحشاء والمنكرات، كما صُرّح في نصوص تحريم الربا بأنّ أكله يوجب الفحشاء والمنكرات إلى حدِّ زنا الرجل بامّه سبعين مرّة في بيت اللَّه الحرام.

وينبغي لزعماء القوم الالتفات إلى هذه المشكلة الاقتصادية العظيمة والفتنة الأخلاقية الموحشة، والقيام بعلاج هذه الغدّة السرطانية التي هي مادّة الفساد والفحشاء مُعدمٌ للدين والإيمان، ومخرّب لنظام الاقتصاد.

ومع الأسف شاع الربا اليوم بين المؤمنين بطرق مختلفة عديدة، بنكية وغير بنكية، تلوَّثت به أموال أكثر المتديّنين.

وإنّ تبعات هذه العويصة المعضلة وآثارها السيّئة تتوجّه في البداية إلى النظام البنكي الحاكم في نظامنا الإسلامي المقدّس، ثمّ إلى المسؤولين وعموم الناس.

ويجب على العلماء والمحقّقين تبيين الأحكام الشرعية المميّزة للمعاملات الربوية عن غيرها. وتنبيه الناس وتذكارهم على ما ذكر من المفاسد المهلكة للربا في نصوص أهل البيت عليهم السلام.

وقد أقدمت بتأليف كتاب الربا من «دليل تحرير الوسيلة» ونظّمت في ختامه تطبيقات استفتائية، لغرض بيان الأحكام الإلهية الشرعية الفرعية في باب الربا وتنقيح مبانيها الاستدلالية، حتّى تتّضح الوجوه الفنّية من أدلّتها الفقهية، فيكون طليعة لعناية الفقهاء اهتمام المبلّغين بهذا المهمّ، ولا سيّما القضاة ورؤساء هذا النظام المقدّس.

وفي الختام أسأل اللَّه تعالى أن يتقبّل منّي بقبول حسن، ويغفرلي ولوالديّ وأن يحفظني من مضلّات الفتن، وأرجو من العلماء الكرام العفو عن الزلّات.

علي أكبر السيفي المازندراني‌