الباري تعالى للشهادة على وجود واجب بالذات خالق بارىءٍ لجميع
الموجودات حكيم مدبّرلها.
و أما كيفية شهادة وجوده تعالى على ذلك، فواضحٌ أنّ الآية لم
تتعرّض لها و ليست بصددها، بل إنّما هي بصدد أصل شهادة اللَّه ربّ
العالمين على كلّ شي من المخلوقات.
هذا لو فسرنا الآية بذلك. و أما بناءً على كون المقصود كفاية الرب
بمقتضى ربوبيته لاثبات علمه على جميع المخلوقات بدليل اطلاع كلّ
ربّ على خصوصيات مربوبه و إلّالايمكن له ربوبيته له.
هذا الاحتمال أيضاً نقله الطبرسي عن بعض قوله: «و قيل معناه: أو
لم يكف ربّك لأنّه على كلّ شيءٍ شهيد؛ أي عليم بالأشياء شاهدٌ لجميعها
لا يغيب عنه شيءٌ»[1].
و بناءً على هذا الاحتمال تخرج الآية عن حيّز الاستشهاد لاستدلال
الشيخ الرئيس. و الأظهر هذا الاحتمال لاشعار لفظ «ربّك» بقاعدة اطلاع
كل ربّ عن مربوبه، فكأنّ ذيل الآية تعليل لما جاء في صدرها؛ ببيان
قدرته تعالى على إرائة آياته.
و قد وردت في عدّة نصوص[2] أنّ المقصود من الآيات في قوله
[1] -/ المصدر.
[2]-/ راجع تفسير البرهان: ج 4، ص 114.