الحكيم
وقع هذا اللفظ كثيراً في القرآن وصفاً للَّهسبحانه و أصله الحكمة، و
معناها إصابة الحق بالعلم و العقل (كما في المفردات). و إن شئت فقل:
هي العلم و الفكر المصابان للحق المطابقان للواقع في نفس الأمر.
و أيضاً جائت بمعنى غاية الأحكام و الاتقان في الفعل، أو مطلق
الاحكام و الاتقان، الشامل لغير البالغ حدّ الغاية، على اختلاف أهل اللغة،
و لكن من الواضح أنّ الأوّل هو المقصود، إذا وصف به اللَّه (تعالى)؛ لأنّ
أفعاله في غاية الاحكام. قال الصدوق قدس سره: «الحكيم معناه أنّه عالم، و
الحكمة في اللغة العلم، و منه قولهعزّوجلّ: «يؤتي الحكمة من يشاء» و معنى
ثان أنّه محكم و أفعاله محكمة متقنة من الفساد، و قد حكمته و أحكمته
لغتان».[1]
و إذا وصف اللَّه (تعالى) بالحكيم يكون بكلا المعنيين، بخلاف ما إذا
وصف به الانسان، فيختصّ بالمعنى الأوّل، كما قال الراغب في
المفردات، و السيد الشريف في التعريفات، و الجوهري في الصحاح، و
غيرهم. و أيضاً قد يكون هذا اللفظ بمعنى المحكم في مقابل المتشابه،
كما في قوله (تعالى): «أحكمت آياته» في وصف القرآن، كما يصح توصيفه
[1] -/ التوحيد: ص 201.