المراد الجدّي من العام؟
و قال- بعد ذكر روايات في العرش و الكرسي- ما لفظه:
«ثم إنّ في عملهم بهذه الروايات و تحكيمها على ظاهر الكتاب
مغمضاً آخر. و ذلك أنها أخبار آحاد و ليست بمتواترة و لا قطعية
الصدور، و ما هذا شأنه يحتاج في العمل بها حتى في صحاحها إلى
حجية شرعية بالجعل أو الإمضاء، و قد اتضح في علم الاصول اتضاحاً
يتلو البداهة أنّه لا معنى لحجية الأخبار الآحاد في غير الأحكام،
كالمعارف الاعتقادية و الموضوعات الخارجية.
نعم الخبر المتواتر و المحفوف بالقرائن القطعية، كالمسموع من
المعصوم مشافهة حجة، و إن كان في غير الأحكام؛ لأنّ الدليل على
العصمة بعينه دليل على صدقه. و هذه كلها مسائل مفروغ عنها في
محلّها. من شاء الوقوف، فليراجع»[1].
و فيه:
أوّلًا: أنّه خلط بين الامور الاعتقادية الضرورية التي يجب تحصيل
اليقين فيها و بين غيرها.
و إنّ الذي لايجوز فيه الاعتماد على الخبر الواحد هو العقائد
الضرورية؛ نظراً إلى وجوب تحصيل اليقين فيها و عدم جواز التعبّد
[1] -/ الميزان: ج 14، ص 133.