توقيفيةأسماءِ اللَّه
وقع الخلاف في أنّ ما يحكيه أسماءُ اللَّه من
الصفات و الأفعال هل يتوقّف إطلاقها عليهسبحانه
و (تعالى) على إذن الشارع أو لا؟ بل يجوز إطلاق أيّ اسمٍ حكم العقل
باتصاف ذاته (تعالى) بما يدلّ عليه ذلك الاسم من الصفات و الأفعال.
فقد نُسِب إلى المعتزلة و الكرّامية جواز إطلاق كل اسم عليه (تعالى) إذا
حكم العقل باتصافه (تعالى) بما يدل عليه ذلك الاسم من الصفات، من دون
توقف على إذن الشارع و لا توقيف.
و ذهب إلى ذلك القاضي الباقلاني مقيّداً بعدم كون إطلاق الاسم عليه
(تعالى) موهماً لما لا يليق بكبريائه؛ حيث قال: «كل لفظ دلّ على معنى
ثابت للَّهجاز إطلاقه عليه بلا توقيف، إذا لم يكن إطلاقه موهماً لما لا يليق
بكبريائه، فمن ثمّ لم يَجُز أن يُطلق عليه لفظ (العارف)؛ لأن المعرفة قد
يراد بها علم يسبقه غفلة، و لا لفظ (الفقيه)؛ لأن الفقه فهم غرض المتكلّم
من كلامه، و ذلك مشعر بسابقة الجهل. و لا لفظ (العاقل)؛ لأنّ العقل علم
مانع عن الاقدام على ما لا ينبغي مأخوذٌ من العقال. و إنّما يتصوّر هذا
المعنى فيما يدعون الداعي إلى ما لا ينبغي. و لا لفظ الطبيب؛ لأنّ الطبّ
يراد به علم مأخوذ من التجارب إلى غير ذلك من الاسماء التي فيها نوع