ولكن المقصود ههنا التعرف على مسلك الأئمة عليهم السلام في بيان ذلك و
منهجهم الاستدلالي في هذا المجال.
و نكتفى بذكر نبذة من النصوص الكثيرد المتواترة في ذلك.
1- ما رواه الصدوق باسناده عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: «و اللَّه غير
أسمائه و كلّ شي وقع عليه اسم شيء سواه فهو مخلوق ألاترى إلى قوله:
العزّة للَّهالعظمة للَّه، و قال و للَّهالأسماء الحسنى فادعوه بها. و قال ادعوا اللَّه أو
ادعوا الرحمان أيّاماً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى فالأسماء مضافة إليه، و هو
التوحيد الخالص»[1].
بيانه: أنّ اللَّه إنّما هو المسمى و المسمى غير الاسم. و التعدد إنّما في
الأسماء دون المسمّى.
و ذلك لأنّ كل شيءٍ صدق عليه اسمٌ من أشياءِ عالم الوجود فهو
مخلوق. و أما اسم ذات الباري ليس من هذا القبيل لأنّ المسمى هو
الواجب الوجود بالذات الذي خلق جميع الموجودات. و هو الواحد
البسيط من جميع الجهات. و من أجل ذلك ليس أسماؤه من قبيل أسماءِ
المخلوقات. فأسماؤه إنّما مضافة إلى ذاته المقدسة بلحاظ أثر من آثار
وجوده، من دون أن يكون لكلّ واحد منها مسمّى عليحدة. و هذا هو
التوحيد الخالص.
[1] -/ كتاب التوحيد: ص 58- 59، ح 16.