و بين خلقه»[1].
يعنى: أسماءُه اللَّه إنّما هي عناوين لمعنون واحد و مشيرات إلى
وجود فارد و تعابير لمعنى و حقيقة واحدة فالمسمى واحد بسيط من
جميع الجهات و إنّما التعدد في الاسماء و التعابير.
و يدل على هذه العناوين أفعال اللَّه تعالى و آثاره، فان آثاره المختلفة
و أفعاله المتعددة تدل على أسمائه الحسنى فينتزع العقل من كل أثر و
فعله صفةً من صفاته و عبّر عنه اللَّه نفسه في كتابه بالأسماء الحسنى
المتعددة.
فمن أراده أن يعرف و يفهم وجه هذه التعابير المختلفة و الأسماء
المتنوّعة فليتعقل و ليتأمّل في أفعاله و آثاره و آياته.
و أما ذاته المسمّاة هي حقيقة وجوده التي كنهها لا يعرف إلّا
بالوحدة الحقة و البساطة المحضة و نفي صفات المخلوقات عنها.
3- ما رواه الصدوق باسناده الصحيح عن أبي عبداللَّه صلى الله عليه و آله، قال: «و من
عبداللَّه بالتوهم فقد كفر، و من عبدالاسم و لم يعبد المعنى فقد كفر، و من عبد
الاسم و المعنى فقد أشرك و من عبد المعنى بايقاع الأسماء عليه بصفاته التي
وصفت بها نفسه، فعقد عليه قلبه و نطق به لسانه في سرائره و علانيته
فاولئك أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام، و في حديث آخر: اولئك هم المؤمنون
[1] -/ المصدر: ص 36.