و قوله عليه السلام: «و لا يوصف بشيء من الأجزاء، و لا بالغيريّة و الأبعاض و لا
يقال: له حدٌّ و لا نهاية، و لا انقطاعٌ»[1].
و قد اشير إلى هذين النوعين من التوحيد الذاتي في كلام
أميرالمؤمنين فيما رواه الصدوق في التوحيد و العيون بقوله:
حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني: «قال حدّثنا محمد بن
سعيد بن يحيى البزوري قال: حدّثنا ابراهيم بن الهيثم البلدي، قال عن أبيه:
قال إن أعرابياً قام يوم الجمل إلى أميرالمؤمنين عليه السلام، فقال: ياأميرالمؤمنين
أتقول: إنّ اللَّه واحد؟ قال: فحمل الناس عليه، قالوا يا أعرابيأماترى ما فيه
أميرالمؤمنين من تقسّم القلب، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: دعوه فانّ الذي يريده
الأعرابي هو الذي نريده من القوم، ثم قال يا أعرابي إنّ القول في أنّ اللَّه واحد
على أربعة أقسام فوجهان منها لا يجوزان على اللَّه عزّوجلّ و وجهان يثبتان
فيه، فأمّا اللّذان لا يجوزان عليه، فقول القائل: واحدٌ يقصد به باب الأعداد، فهذا ما
لايجوز لانّ مالًا ثاني له لايدخل في باب الأعداد، أماترى أنّه كفّر من قال: ثالث
ثلثة، و قول القائل: هو واحدٌ من الناس، يريد به النوع من الجنس، فهذا ما
لايجوز عليه لأنّه تشبيه، و جلّ ربنا عن ذلك و تعالى و أما الوجهان اللّذان
يثيتان فيه فقول القائل: هو واحدٌ ليس له في الأشياء شبه كذلك ربّنا و قول
القائل: إنّه عزّوجلّ أحدي المعنى، يعنى به أنّه لا ينقسم في وجود و لا عقل و لا
[1] -/ المصدر: 274.