الثانية تشير إلى نفي الشريك و المثل.
و مما يدل على ذلك قول عليبن موسى الرضا عليه السلام: «بتجهيره الجواهر
عُرِفَ أنه لا جوهر له»[1]؛ حيث إنّ الحدّ و الماهية مُختص بالجواهر و
الأعراض. فاذا نُفي عنه (تعالى) الجوهر، ينتفي عنه الحد العقلي لا محالة.
فهذا البيان الشريف ينفي عن ذاته (تعالى) الأجزاء العقلية.
و من ذلك قول أميرالمؤمنين عليه السلام: «فمن وصف اللَّه فقد قرنه و من قَرَنه،
فقد ثنَّاه، و من ثنَّاه فقد جزَّأهُ، و من جَزَّأه فقد جهله»[2]؛ أي من وصف اللَّه
بوصف زائد عن ذاته مغاير له، فقد قرن ذاته بشيءٍ غير الذات. و من
قرن ذاته بشيءٍ غيره، فقد ثنّاه الخ. هذا البيان إشارة إلى عينية صفاته
لذاته. و سيأتي بيان ذلك.
و من ذلك قوله عليه السلام: «و لا تقع الأوهام له على صفةٍ و لا تقعد القلوب منه
على كيفية، و لا تناله التجزئة و التبعيض»[3].
و منه قوله عليه السلام: «لا يجري عليه السكون و الحركة، كيف يجرى عليه ما هو
أجراه و يعود فيه ما هو أبداه و يحدث فيه ما هو أحدثه! إذاً لتفاوتت ذاته و
لتجزّءَ كُنْهُه»[4].
[1] توحيد الصدوق ص 37
[2] نهج البلاغه الخطبه الاولى
[3] نهج البلاغه صبحى الصالح ص 115 خ 85
[4] نهج البلاغه صبحى الصالح ص 273 خ 186