و
يردّهم أنّ المشابهة مع المخلوقين في الجوارح مستلزم للجسمية
و
للحاجة، و كلاهما من صفات الممكن و يستحيل اتصاف واجب
[1] -/ قال الشهرستاني: أما مشبهة الحشوية فقد أجازوا
على ربهم الملامسة و المصافحة، و أنّ المسلمين المخلصين يعانقونه في الدنيا و
الآخرة إذا بلغوا في الرياضة و الاجتهاد إلى حد الإخلاص و الاتحاد المحض. و حكى
الكعبي عن بعضهم أنّه كان يجوّز الرؤية في دار الدنيا، و أنّهم يزورونه و يزورهم.
و حكى عن داود الجواربي أنّه قال: اعفوني عن الفرج و اللحية و اسألوني عمّا وراء
ذلك. و قال: إنّ معبوده جسم و لحم و دم و له جوارح و أعضاء من يد و رجل و رأس و
لسان و عينين و اذنين، و مع ذلك جسم لا كالأجسام و لحم لا كاللحوم و دم لا كالدماء
و كذلك سائر الصفات، و هو لا يشبه شيئاً من المخلوقات و لا يشبهه شيء، و حكى عنه
أنّه قال: هو أجوف من أعلاه إلى صدره، مصمت ما سوى ذلك، و أنّ له فروة سوداء و له
شعر قطط!! و أمّا ما ورد التنزيل من الاستواء و الوجه و اليدين و الجنب، و المجيء
و الاتيان و الفوقية و غير ذلك، فأجروها على ظاهرها، أعني ما يفهم عند إطلاق هذه
الألفاظ على الأجسام، و كذلك ما ورد في الأخبار من الصورة و غيرها في قوله عليه
الصلاة و السلام: خلق آدم على صورة الرحمن، و قوله: حتى يضع الجبار قدمه في النار.
وقوله المؤمن بين اصبعين من أصابع الرحمن و قوله: خمر طينه آدم بيده أربعين صباحاً
و قوله: وضع يده أو كفه على كتفي و قوله: حتى وجدت برد. نامله على كتفي، إلى غير
ذلك أجروها على ما يتعارف في صفات الأجسام و زادوا في الأخبار أكاذيب وضعوها و
نسبوها إلى النبي عليه الصلاة و السلام، و أكثرها مقتبسة من اليهود، فانّ التشبيه
فيهم طباع، حتى قالوا اشتكت عيناه اللَّه فعادته الملائكة، و بكى على طوفان نوح
حتى رمدت عيناه، و إنّ العرش لتئط من تحته كأطيط الرحل الحديد، و أنّه ليفضل من كل
جانب أربع أصابع، و روى المشبهة عن النبي صلى الله عليه و آله عليه الصلاة و
السلام لقيني ربي فصافحني و كافحنى و وضع يده بين كتفي حتى وجدت برد أنامله»./
الملل و النحل: ج 1، ص 115، و ج 2، ص 95- 96.
نام کتاب : البراهين الواضحة في عقايد الإمامية على ضوء العقل و الكتاب و السنة نویسنده : السيفي المازندراني، الشيخ علي أكبر جلد : 1 صفحه : 117