وقع
الكلام في قبول إسلام الصبيّ؛ فقد نُسب إلى الشيخ في «الخلاف» قبول إسلام الصبيّ
المراهق[1]، و ذهب في
«الجواهر» إلى عدم قبول إسلامه مستدلّاً «بعدم توجّه الواجبات العقلية الاصولية
إلى الطفل، و بأنّ القول بذلك اجتهاد في مقابل النصّ. و أمّا قبول إسلام علي عليه
السلام فهو من خواصّه و خواصّ أولاده المعصومين عليهم السلام كيحيى، و عيسى، و
الحجّة صاحب الأمر روحي له الفداء»[2]. و عن
الشافعية: أنّ ولد الكافر إذا نطق بالإسلام، لم ينفع في إسلامه[3].
و مقتضى التحقيق: أنّ الأقوى قبول إسلام الصبيّ المميّز، كما صرّح به صاحب
«العروة»، و يظهر من السيّد الإمام قدس سره موافقته؛ نظراً إلى عدم تعليقه على
ذلك. و الوجه في ذلك إطلاق ما دلّ من النصوص، على أنّ الإسلام مجرّد إظهار
الشهادتين، و أنّ به حقنت الدماء، و جاز النكاح[4]؛
و إن لم يكن عن خضوع باطني، و عقد قلبي، كما قال تعالى:
«قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَ
لَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ»[5]، و
من الواضح أنّ تحقّق ذلك من الصبيّ المميّز، بمكانٍ من الإمكان. نعم، تحقّق ذلك من
غير المميّز غير ممكن؛ لعدم شعوره و إدراكه لمعنى