و إن كانت
ذهنية توجب كون المعنى المتخصص بها جزئيا ذهنيا، و تلك هي لحاظ المعنى حالة لمعنى
آخر- حيث إنه لا يكاد يكون المعنى حرفيا إلّا إذا لوحظ حالة لمعنى آخر و من
خصوصياته القائمة به و يكون حاله كحال العرض فكما لا يكون في الخارج إلّا في موضوع
كذلك هو لا يكون في الذهن إلّا في مفهوم آخر، و لذا قيل في تعريفه بأنه: ما دلّ
على معنى في غيره، و المعنى على هذا يصير جزئيا بهذا اللحاظ بحيث يباينه إذا لوحظ
ثانيا كما لوحظ أوّلا و لو كان اللاحظ واحدا- فيلزم:
1-
تعلّق لحاظ آخر بما هو ملحوظ بهذا اللحاظ، بداهة أن تصوّر المستعمل فيه مما لا بدّ
منه في استعمال الألفاظ، و هذا يعني اجتماع لحاظين، و هو كما ترى.
2-
عدم الصدق على الخارجيات لامتناع صدق الكلي المقيّد بالأمر العقلي عليها، حيث لا
موطن له إلّا الذهن، و بالتالي يمتنع امتثال مثل سر من البصرة إلّا بالتجريد و
الغاء الخصوصية.
3-
أخذ لحاظ المعنى في نفسه في الأسماء كأخذه حالة في الغير في الحروف، و حيث إن
الأوّل ليس بمأخوذ في المعنى المستعمل فيه فكذلك الثاني.