حجية الخبر
إلى البحث عن عارض السنّة الشريفة فيفترض أن البحث هكذا: هل السنّة الشريفة تثبت
بالخبر الواحد أو لا؟ فمركز البحث هو السنّة الشريفة، و البحث يدور عن ثبوتها
بالخبر و عدمه.[1]
و
هذا التوجيه و إن ذكره قدّس سرّه في مبحث حجية الخبر إلّا أنه يمكن تعميمه لمبحث
التعارض أيضا فيقال: إن السنّة الشريفة تثبت بأي واحد من الخبرين المتعارضين، فإن
البحث في الباب المذكور يرجع إلى البحث عن حجية الخبر أيضا في حال التعارض و أن
أيهما الحجة.
هذا
حاصل ما أفاده الشيخ الأعظم قدّس سرّه.
و
يرده: أن البحث عن ثبوت السنّة بالخبر ليس بحثا عن عوارض الموضوع، أعني السنّة
الشريفة بعد فرض ثبوتها و تحقّقها و إنما هو بحث عن أصل تحقّق الموضوع، و من
الواضح أن ما يمكن عدّه من مسائل العلم هو البحث عن عوارض الموضوع، و أما البحث عن
تحقّق الموضوع فهو من مبادئ العلم و ليس من مسائله.
و
إن شئت قلت: إن البحث في المسائل بحث عن مفاد كان الناقصة بخلاف البحث في المبادئ
فإنه بحث عن مفاد كان التامة،[2] و حيث إن
البحث عن ثبوت السنّة بالخبر بحث عن مفاد كان التامة فلا يكون ذلك من مسائل العلم
بل من المبادئ.
[2] مفاد كان الناقصة يعني البحث عن إثبات شيء لشيء
آخر، بخلاف مفاد كان التامة، فإنه يعني البحث عن أصل ثبوت الشيء و تحققه، فإذا
كان البحث عن أصل تحقق ولادة المولود مثلا فذلك بحث عن مفاد كان التامة، أما إذا
فرض الفراغ عن تحقق ولادته و كان البحث عن كونه ذكرا أو أنثى مثلا فذلك بحث عن
مفاد كان الناقصة.