ذهب إلى
بيته و نام يصدق عليه أنه نجّار جزما، و هكذا الحال بالنسبة إلى لفظ مفتاح، فإنه
لم يوضع لخصوص المتلبّس بالفتح فعلا بل للأعم، و لذا لو فرض أنه كان في الجيب يصدق
عليه عنوان المفتاح حقيقة، و هكذا الحال بالنسبة إلى عنوان المجتهد فإنه موضوع
للأعم جزما بدليل صدقه على المجتهد حالة نومه.
هكذا
قد يتوهم.
و
الجواب واضح، فإن المبدأ ليس دائما يكون ملحوظا بنحو الفعلية، بل قد يكون أحيانا
ملحوظا كذلك- أي بنحو الفعلية- كما في كلمة ضارب، فإن المبدأ هو الضرب بنحو
الفعلية، و قد يكون ملحوظا بنحو الشأنية، كما في كلمة مفتاح، فإن المبدأ هو الفتح
بمعنى شأنية الفتح، و قد يكون ملحوظا بنحو الصناعة، كما في كلمة نجّار، فإن المبدأ
هو النجارة بمعنى الصنعة، و قد يكون ملحوظا بنحو الملكة، كما في كلمة مجتهد، فإن
المبدأ هو الاجتهاد بمعنى الملكة.
إذن
المبادئ تختلف من حيث كيفية ملاحظتها، و لكن هذا الاختلاف لا يؤثّر على جهة البحث،
فإن الجهة المهمة في البحث هي أن المشتق موضوع لخصوص المتلبّس بالمبدإ في الحال أو
حتّى لمن انقضى عنه التلبّس، و من الواضح أن المبدأ إذا كان ملحوظا بنحو الفعلية
فالانقضاء يتحقّق فيما إذا زال التلبّس الفعلي، كما لو انقضى الضرب و انتهى فإنه
آنذاك يأتي النزاع في أن كلمة ضارب تصدق على الشخص أو لا، و هكذا الحال فيما إذا
كان المبدأ ملحوظا بنحو الشأنية، فإن الانقضاء يتحقّق فيما لو زالت الشأنية- بأن
انكسر المفتاح- فيأتي آنذاك النزاع و أنه هل تصدق كلمة مفتاح بنحو الحقيقة أو لا،
و هكذا