الصلاة ورد
في أحاديث متعددة، من قبيل: «الصلاة عمود الدين»،[1]
«الصلاة قربان كل تقي»،[2] و واضح أن
مثل أثر عمود الدين ليس ثابتا للصلاة الخاصة، فصلاة زيد مثلا ليست عمود الدين و
إنما عمود الدين الصلاة الكلية، فتلك هي عمود الدين دون هذه الصلاة الخاصة أو تلك.
و
بناء على هذا يلزم أن تكون كلمة الصلاة موضوعة للجامع الكلي و ليس للأفراد و إلّا
يلزم أحد أمرين: فإما أن تكون كلمة الصلاة موضوعة للفرد الخاص و يكون استعمالها في
الجامع الكلي في الأحاديث المذكورة مجازا أو تكون كلمة الصلاة في الأحاديث
المذكورة مستعملة في الفرد الخاص دون الجامع و يكون الأثر- و هو كونها عمود الدين-
ثابتا له، أي للفرد الخاص، و كل هذين بعيد، و بناء على هذا يلزم أن تكون كلمة
الصلاة في الأحاديث المذكورة موضوعة للجامع، و هذا لازمه أن يكون الوضع عاما و
الموضوع له عاما.
تنبيه
يجدر الالتفات إليه:
نلفت
النظر إلى أن الوجوه الثلاثة الأخيرة من الوجوه الخمسة المتقدمة ليست هي في
الحقيقة وجوها لتصوير الجامع و إنما هي وجوه لتقريب فكرة إمكان الوضع للأعم، ففي
الوجه الثالث ذكر أن وضعها كوضع الأعلام الشخصية، فكما هي موضوعة لذوات الأعلام و
إن اختلفت العوارض كذلك الحال في ألفاظ العبادات، و من الواضح أن هذا البيان لم
يصوّر الجامع و إنما قرّب فكرة امكان الوضع للأعم، و في الوجه الرابع ذكر أنها
موضوعة للصحيح الكامل ثمّ بعد ذلك استعملت في الناقص و وضعت له، و هذا أيضا لم
يصوّر
[1] وسائل الشيعة 4: 27/ الباب 6 من أبواب اعداد
الفرائض/ الحديث 12.
[2] وسائل الشيعة 4: 43/ الباب 12 من أبواب اعداد
الفرائض/ الحديث 1.