«ثمّ
إنه قد ذكر الاطراد ...، إلى قوله: الثامن ...».[1]
النقطة
الثالثة: علامية الاطّراد:
هذا
إشارة إلى العلامة الثالثة من علامات الحقيقة، و هي الاطراد.
و
قد يفسّر الاطراد بشيوع استعمال اللفظ في معنى معيّن، و لكنه باطل، فإن اللفظ إذا
صحّ استعماله في معنى معيّن مرة صحّ استعماله فيه مرارا.
و
الصحيح في تفسيره: إنه إذا صحّ استعمال اللفظ في مورد لحيثية معيّنة و صحّ
استعماله في مورد آخر لنفس تلك الحيثية كشف ذلك عن وضع اللفظ لتلك الحيثية، فلفظ
الإنسان مثلا يصح استعماله في زيد لحيثية كونه حيوانا ناطقا، و في عمرو و غيره
لنفس الحيثية المذكورة فيكشف ذلك عن وضعه للحيوان الناطق.
هذا
و قد يشكل بلزوم اطراد المجاز أيضا، فإن لفظ الأسد مثلا يصح استعماله في هذا الرجل
الشجاع لعلاقة الشجاعة، و في ذلك الثاني و الثالث لنفس علاقة الشجاعة فيلزم أن
يكشف ذلك عن وضع كلمة الأسد للرجل الشجاع، و الحال أنه مجاز فيه جزما.
و
الجواب: أنه و إن كان يصح استعمال لفظ الأسد في جميع موارد الرجل الشجاع لعلاقة
الشجاعة إلّا أن ذلك من جهة شخص العلاقة،