«ثمّ
إن هذا فيما لو علم استناد ...، إلى قوله: ثمّ إن عدم صحة سلب اللفظ ...».[1]
تتمة
البحث عن علامية التبادر:
هذا
إشارة إلى مطلب يرتبط بعلامية التبادر، و حاصله: إنّا ذكرنا فيما سبق أن التبادر
علامة الحقيقة فيما إذا فرض الجزم بعدم وجود قرينة يحتمل استناد التبادر إليها، و
أما مع احتمال وجودها فلا يمكن جعل التبادر كاشفا عن الحقيقة و الوضع، و الوجه في
ذلك واضح، و هو احتمال استناد التبادر إلى القرينة.
و
قد تقول: لما ذا لا ننفي احتمال القرينة بأصالة عدم القرينة لكي نحرز آنذاك استناد
التبادر إلى نفس اللفظ و ليس إلى القرينة؟
و
الجواب: أن هناك حالتين ينبغي التمييز بينهما، و أصالة عدم القرينة تجري في
إحداهما دون الأخرى، و الحالتان هما:
1-
ما إذا كان لدينا لفظ نعرف معناه الحقيقي و نعرف معناه المجازي، و لكنه حينما
استعمله المتكلم لا ندري هل أراد منه معناه الحقيقي أو أراد منه معناه المجازي
مستندا في ذلك إلى القرينة، و في مثله تجري أصالة عدم القرينة و يثبت أن مراده هو
المعنى الحقيقي و أنه لم يستند إلى القرينة لتفهيم إرادة المعنى المجازي.