responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دروس في علم الأصول نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 76

و الضوء، فكما أن النار تؤدي إلى الحرارة و طلوع الشمس يؤدي إلى الضوء، كذلك تصور اللفظ يؤدي إلى تصور المعنى، و لأجل هذا يمكن القول بان تصور اللفظ سبب لتصور المعنى كما تكون النار سببا للحرارة و طلوع الشمس سببا للضوء، غير أن علاقة السببية بين تصور اللفظ و تصور المعنى مجالها الذهن، لان تصور اللفظ و المعنى انما يوجد في الذهن، و علاقة السببية بين النار و الحرارة أو بين طلوع الشمس و الضوء مجالها العالم الخارجي.

و السؤال الاساسي بشأن هذه العلاقة التي توجد في اللغة بين اللفظ و المعنى هو السؤال عن مصدر هذه العلاقة و كيفية تكونها، فكيف تكونت علاقة السببية بين اللفظ و المعنى؟ و كيف أصبح تصور اللفظ سببا لتصور المعنى مع أن اللفظ و المعنى شيئان مختلفان كلّ الاختلاف؟ و يذكر في علم الاصول عادة اتجاهان في الجواب على هذا السؤال الاساسي، يقوم الاتجاه الاوّل على أساس الاعتقاد بأن علاقة اللفظ بالمعنى نابعة من طبيعة اللفظ ذاته كما نبعت علاقة النار بالحرارة من طبيعة النار ذاتها، فلفظ «الماء» مثلا له بحكم طبيعته علاقة بالمعنى الخاص الذي نفهمه منه، و لأجل هذا يؤكد هذا الاتجاه أن دلالة اللفظ على المعنى ذاتية و ليست مكتسبة من أي سبب خارجي.

و يعجز هذا الاتجاه عن تفسير الموقف تفسيرا شاملا، لان دلالة اللفظ على المعنى و علاقته به إذا كانت ذاتية و غير نابغة من أي سبب خارجي و كان اللفظ بطبيعته يدفع الذهن البشري إلى تصور معناه فلما ذا يعجز غير العربي عن الانتقال إلى تصور معنى كلمة «الماء» عند تصوره للكلمة؟ و لما ذا يحتاج إلى تعلم اللغة العربية لكي ينتقل ذهنه إلى‌

نام کتاب : دروس في علم الأصول نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست