لما
كانت دلالة الدليل اللفظي ترتبط بالنظام اللغوي العام للدلالة نجد من الراجح أن
نمهد للبحث في دلالات الادلة اللفظية بدراسة اجمالية لطبيعة الدلالة اللغوية و
كيفية تكونها و نظرة عامة فيها.
ما
هو الوضع و العلاقة اللغوية؟
في
كلّ لغة تقوم علاقات بين مجموعة من الألفاظ و مجموعة من المعاني، و يرتبط كلّ لفظ
بمعنى خاص ارتباطا يجعلنا كلما تصورنا اللفظ انتقل ذهننا فورا إلى تصور المعنى، و
هذا الاقتران بين تصور اللفظ و تصور المعنى و انتقال الذهن من أحدهما إلى الآخر هو
ما نطلق عليه اسم «الدلالة» فحين نقول: «كلمة الماء تدل على السائل الخاص» نريد
بذلك أن تصور كلمة الماء يؤدي إلى تصور ذلك السائل الخاص، و يسمى اللفظ «دالا» و
المعنى «مدلولا» و على هذا الاساس نعرف أن العلاقة بين تصور اللفظ و تصور المعنى
تشابه إلى درجة ما العلاقة التي نشاهدها في حياتنا الاعتيادية بين النار و الحرارة
أو بين طلوع الشمس