responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دروس في علم الأصول نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 215

علامات الحقيقة و المجاز:

ذكر المشهور عدّة علامات لتمييز المعنى الحقيقيّ عن المجازيّ.

منها: التبادر من اللفظ أي انسباق المعنى إلى الذهن منه لأنّ المعنى المجازيّ لا يتبادر من اللفظ إلّا بضمّ القرينة، فإذا حصل التبادر بدون قرينة كشف عن كون المتبادر معنى حقيقيّا.

و قد يعترض على ذلك بأنّ تبادر المعنى الحقيقيّ من اللفظ يتوقّف على علم الشخص بالوضع فإذا توقّف علمه بالوضع على هذه العلامة لزم الدّور.

و أجيب على ذلك بأنّ التبادر يتوقّف على العلم الارتكازي بالمعنى و هو العلم المترسّخ في النفس الذي يلتئم مع الغفلة عنه فعلا- و المطلوب من التبادر العلم الفعليّ المتقوّم بالالتفات فلا دور، كما أنّ افتراض كون التبادر عند العالم علامة عند الجاهل لا دور فيه أيضا.

و التحقيق أنّ الاعتراض بالدور لا محلّ له أساسا لأنّه مبنيّ على افتراض أنّ انتقال الذّهن إلى المعنى من اللفظ فرع العلم بالوضع مع أنّه فرع نفس الوضع (أي وجود عمليّة القرن الأكيد بين تصوّر اللفظ و تصوّر المعنى في ذهن الشخص) فالطفل الرضيع الذي اقترنت عنده كلمة «ماما» برؤية أمّه يكفي نفس هذا الاقتران الأكيد ليتصوّر أمّه عند ما يسمع كلمة «ماما»، مع أنّه ليس عالما بالوضع إذ لا يعرف معنى الوضع. فالتبادر إذن يتوقّف على وجود عمليّة القرن الأكيد بين التّصوّرين في ذهن الشخص، و المطلوب من التبادر تحصيل العلم بالوضع أي العلم بذلك القرن الأكيد فلا دور.

نام کتاب : دروس في علم الأصول نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست