القدرة على
أن يقول كلمته، و هذا هو الذي جعلهم يبادرون إلى القيام بهذه الحملات الهائلة على
عشرات الآلاف من المؤمنين و الشرفاء من أبناء هذا البلد الكريم، حملات السجن و
الاعتقال و التعذيب و الإعدام، و في طليعتهم العلماء المجاهدون، الذين يبلغني
أنّهم يستشهدون الواحد بعد الآخر تحت سياط التعذيب.
و
إنّي في الوقت الذي ادرك فيه عمق هذه المحنة التي تمرّ بك يا شعبي، يا شعب آبائي و
أجدادي، أؤمن بأنّ استشهاد هؤلاء العلماء، و استشهاد خيرة شبابك الطاهرين و أبنائك
الغيارى تحت سياط العفالقة لن يزيدك إلّا صمودا و تصميما على المضيّ في هذا الطريق
حتى الشهادة أو النصر.
و
أنا اعلن لكم- يا أبنائي- أنّي صمّمت على الشهادة، و لعلّ هذا آخر ما تسمعونه
منّي، و أنّ أبواب الجنّة قد فتحت لتستقبل قوافل الشهداء؛ حتى يكتب اللّه لكم
النصر، و ما ألذّ الشهادة التي قال عنها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: إنها
حسنة لا تضرّ معها سيئة. و الشهيد بشهادته يغسل كل ذنوبه مهما بلغت.
فعلى
كلّ مسلم في العراق، و على كلّ عراقي في خارج العراق، أن يعمل كلّ ما بوسعه- و لو
كلّفه ذلك حياته- من أجل إدامة الجهاد و النضال لإزالة هذا الكابوس عن صدر العراق
الحبيب، و تحريره من العصابة اللاإنسانية، و توفير حكم صالح فذّ شريف، يقوم على
أساس الإسلام.
و
السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته 10/ شعبان محمد باقر الصدر