و
قد أصدر الشهيد- رضوان اللّه تعالى عليه- قبيل اعتقاله الأخير نداء الى الشعب
العراقي المسلم المظلوم حثّهم فيه على العمل و الجهاد لإزالة هذا النظام الكافر
المتعطّش لسفك دماء المسلمين، و فيما يلي النصّ الكامل لهذا النداء التأريخي:
بسم
اللّه الرحمن الرحيم و الحمد للّه ربّ العالمين، و الصلاة و السلام على سيّدنا
محمّد و على آله الطاهرين و صحبه الميامين.
يا
شعبي العراقيّ العزيز!
يا
جماهير العراق المسلمة التي غضبت لدينها و كرامتها، و لحرّيتها و عزّتها، و لكل ما
آمنت به من قيم و مثل!
أيّها
الشعب العظيم!
إنّك
تتعرّض اليوم لمحنة هائلة، على يد السفّاكين و الجزّارين، الذين هالهم غضب الشعب و
تململ الجماهير، بعد أن قيّدوها بسلاسل من الحديد، و من الرعب و الإرهاب، و خيّل
للسفّاكين أنّهم بذلك انتزعوا من الجماهير شعورها بالعزّة و الكرامة، و جرّدوها من
صلتها بعقيدتها و بدينها و بمحمّدها العظيم، لكي يحوّلوا هذه الملايين الشجاعة
المؤمنة من أبناء العراق الأبيّ إلى دمى و آلات، يحرّكونها كيف يشاءون، و يزقّونها
ولاء (عفلق) و أمثاله من عملاء التبشير و الاستعمار، بدلا عن ولاء محمّد و عليّ
صلوات اللّه عليهما.
و
لكنّ الجماهير دائما هي أقوى من الطغاة مهما تفرعن الطغاة، و قد تصبر و لكنّها لا
تستسلم، و هكذا فوجئ الطغاة بأنّ الشعب لا يزال ينبض بالحياة، و لا تزال لديه