و
قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَ يُحِبُّ
الْمُتَطَهِّرِينَ[2].
روي
ان الآية الكريمة نزلت في مسجد قبا الذي أسس على التقوى من أول يوم على العكس من
مسجد ضرار الذي اتّخذ ضرارا و كفرا و تفريقا بين المؤمنين وارصادا لمن حارب اللّه
و رسوله[3].
و
وصف مسجد قبا بأن فيه رجالا يحبون ان يتطهّروا و اللّه يحب المطهّرين.
و
قد يستدل بالآية الكريمة على محبوبية التطهّر من النجاسات خصوصا إذا كان ذلك
بغسلها بالماء.
بل
يمكن ان يستفاد منها رجحان كون المؤمن على الطهارة من الحدث في دائم أحواله، فان
الفقهاء قد ذكروا ان الوضوء مستحب لمجموعة من الغايات، منها الكون على الطهارة، و
استحباب ذلك يمكن استفادته من الآية الكريمة، بتقريب ان لفظ «المتطهرين» مطلق و لا
يختص بالمتطهّر من الرذائل و الذنوب، فان ذلك و ان كان مصداقا بارزا له إلّا انه
لا يختص به فيشمل المتطهّر من النجاسات و من الأحداث خصوصا و ان صيغة متطهّرين أو
مطهّرين قد يستفاد منها المبالغة و ان الطهارة مطلوبة في جميع المجالات و بكل
مراتبها و بنحو الاستمرار، و حيث ان حبّ اللّه سبحانه للتطهّر لا معنى له سوى أمره
و طلبه فيستفاد من ذلك طلب الطهارة بشتّى أشكالها.