و المعنى:
اقصدوا الأرض أو التراب لمسح الوجه و اليدين.
و
نقل في الشرع- كما ذكر العاملي- إلى الضرب على الأرض و المسح بالوجه و اليدين على
وجه القربة[1].
و
ربما يستفاد من ذكر الجار و المجرور (منه) ان الصعيد عبارة عن التراب لان المسح
ببعض الصعيد لا يتصور إلّا إذا كان بمعنى التراب.
بيد
ان هذا يتم بناء على إرادة التبعيض من حرف الجر «من»، و أمّا بناء على إرادة
الابتداء فلا يتم كما هو واضح.
كما
يمكن تأييد ان الصعيد بمعنى مطلق وجه الأرض بقوله تعالى: فَتُصْبِحَ
صَعِيداً زَلَقاً[2] و
بالحديث الشريف: «إذا كان يوم القيامة حشر اللّه الخلائق في صعيد واحد حفاة عراة»[3].
و
عليه فالكتاب الكريم مجمل من هذه الناحية، و معه يلزم الرجوع إلى الروايات. و لا
يبعد ان يستفاد منها جواز التيمم بمطلق وجه الأرض، ففي صحيح الحلبي: «انه سأل أبا
عبد اللّه عليه السّلام عن الرجل يمر بالركيّة و ليس معه دلو قال: ليس عليه ان
يدخل الركيّة لان ربّ الماء هو ربّ الأرض فليتيمم»[4].
و
أمّا الطيب فقد يفسر بالطهارة، و يستفاد بناء على ذلك اعتبار طهارة ما يتيمم عليه،
و قد يفسّر بكون الشيء على طبعه الأولي، و يستفاد بناء على ذلك عدم جواز التيمم
على ما خرج عن اسم الأرض بسبب الطبخ.
ثم
ان كيفية التيمم بشكلها الشرعي لا تفهم من الآية الكريمة و انما ذلك مستفاد من
الروايات.