و
قد جاء في الكافي في شأن النزول ان أحد المسلمين باسم ابن أبي مارية خرج مع اثنين
من نصارى العرب من المدينة المنورة للتجارة، و في الطريق مرض المسلم فكتب وصية و
أخفاها في متاعه، و عهد إلى النصرانيين بتسليم متاعه إلى أهله، و لمّا مات فتح
النصرانيان متاعه و استوليا على الأشياء النفيسة فيه و سلّما الباقي إلى الورثة، و
لمّا فتح الورثة المتاع لم يجدوا فيه بعض ما كان ابن أبي مارية قد أخذه معه في
سفره و فجأة عثروا على الوصية و وجدوا فيها أسماء ما سرق[2]،
و لما فاتحوا النصرانيين بذلك أنكرا، و وصل الأمر إلى الرسول صلّى اللّه عليه و
آله فأحلفهما و برأهما، و بعد أيام ظهر بعض المتاع المسروق عند النصرانيين و ثبت
بذلك كذبهما فنزلت بذلك الآيتان الكريمتان[3].
ينبغي
ان يكون واضحا ان الشاهدين المفروضين في الآية الكريمة الأولى هما نفس الوصيين، فالوصي
و الشاهد قد اتّحدا في مفروض الآية الكريمة.