إلّا انه يبقى الإشكال الذي أشرنا إليه سابقا مسجلا على هذه الآية الكريمة أيضا، حيث يحتمل ان يكون المراد من كلمة «ليطهركم به» المطهرية التكوينية من الأوساخ و الأقذار العرفية دون المطهرية التشريعية من النجاسات الشرعية.

أجل ناقشنا دلالة الآية السابقة على كون الماء مطهّرا من الحدث، و مثل هذه المناقشة قد تدفع هنا حيث نزلت الآية عند إصابة الجنابة لبعض المسلمين المعبر عنها ب «رجز الشيطان» و كان إنزال الماء لإذهاب الرجس المذكور.

و هذه ميزة تمتاز بها هذه الآية الكريمة من سابقتها، فالسابقة لا يمكن ان يستفاد منها مطهرية الماء من الحدث بخلاف هذه.

و هذا وجيه لو ثبت شأن النزول المذكور بطريق صحيح.

و على تقدير ثبوته بطريق صحيح فربما يمكن الاستدلال بالآية الكريمة آنذاك على مطهرية الماء من الخبث أيضا باعتبار ان الجنابة في حال الاحتلام لا تنفك عادة عن تلوث الثوب أو البدن بالمني فتكون الآية الكريمة دالة بالالتزام على مطهرية الماء من الخبث أيضا.

و هذا وجيه أيضا لو أمكن إثبات تشريع نجاسة المني و شرطية الطهارة منه في تلك الفترة، إلّا ان دون إثباته خرط القتاد.