و عليه
فاستقامة ربّ الأسرة في سلوكه واجبة عليه بالعنوان الثانوي كما هي واجبة عليه
بالعنوان الأولي.
و
يمكن الحكم بعمومية هذا المعنى للعلماء بلحاظ طلبة العلوم الدينية و أفراد
المجتمع، و للوالي بلحاظ أفراد رعيته، و للمعلم بلحاظ التلاميذ، فان التحلّي بلباس
المعروف و خلع رداء المنكر يحقق بنفسه أسلوبا للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.
و
إلى هذا المعنى يشير صاحب الجواهر بقوله: «من أعظم أفراد الأمر بالمعروف و النهي
عن المنكر خصوصا بالنسبة إلى رجل الدين ان يلبس رداء المعروف واجبه و مندوبه و
ينزع رداء المنكر محرّمه و مكروهه و يستكمل نفسه بالأخلاق الكريمة و ينزّهها عن
الأخلاق الذميمة، فان ذلك منه سبب تام لفعل الناس المعروف و نزعهم المنكر»[1].
و
هناك قضية أخرى ينبغي ان لا يغفل عنها، و هي ان الإنسان كلما ازداد سموا و رفعة في
منزلته و شخصيته ازداد صدور الزلل منه قبحا و عقوبة انطلاقا من القاعدة القرآنية
الواردة في شأن نساء النبي صلّى اللّه عليه و آله: يا
نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا
الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَ كانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً* وَ مَنْ يَقْنُتْ
مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها
مَرَّتَيْنِ وَ أَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً[2].