دلت
الآية الكريمة على وجوب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في دائرة خاصّة، و هي
دائرة الأهل، فكل فرد مسلم كما هو مسؤول عن أفراد مجتمعه كذلك هو مسؤول بشكل خاصّ
عن أفراد أسرته بالمحافظة عليهم من الانحراف.
و
إذا كان في دلالة الآية السابقة ضيق حيث تمركز الوجوب فيها و انصبّ على عنوان
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ففي هذه الآية الكريمة سعة من هذا الجانب،
فالواجب على ربّ الأسرة المحافظة على أفراد أسرته و لو من خلال سلوكه العملي من
دون أمر و لا نهي، فالأب باستقامته في السلوك يساعد على استقامة سلوك ولده، و
بمحافظته على أداء الواجبات و ترك المحرّمات يمنح ولده ذلك، و من ثمّ كل تصرف و
سلوك للوالد ينعكس على سلوك و تصرف أولاده.