الأمر
بالمعروف و النهي عن المنكر و بين قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ
أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ[1]، إذ قد يفهم منه ان على الإنسان إصلاح نفسه و
ليس عليه إصلاح الآخرين و أمرهم بالمعروف و نهيهم عن المنكر.
و
لعل الجواب واضح، فان المقصود من الآية الأخيرة أحد احتمالين:
فإمّا
ان يكون المراد انكم لو أمرتم غيركم بالمعروف و لم يجده ذلك فلا تتألموا و لا
تحزنوا فانكم غير ملزمين و لا مطالبين بهداية من لا يرغب في الهداية، و هي على هذا
تكون على منوال قوله تعالى: فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ
عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً[2].
أو
يكون المراد انه لا ينبغي ان يكون ضلال من ضل من الناس موجبا لترككم طريق الهداية
و التأثر بسلوكه الضال.