responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام نویسنده : الإيرواني، الشيخ محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 257

* الآية 80:

وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ‌[1].

ينظر الإسلام إلى المجتمع المسلم بنظرتين:

فهو تارة ينظر إليه نظرة وحدانية و كأنه شي‌ء واحد لا تعدد فيه، و بلحاظ هذه النظرة جاء الحديث الشريف عن الإمام الصادق عليه السّلام: «المؤمنون في تبارّهم و تراحمهم و تعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى تداعى له سائره بالسهر و الحمى»[2]، و عن الرسول صلّى اللّه عليه و آله: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضا»[3].

و أخرى ينظر إليه كأفراد يستقل بعضهم عن البعض الآخر، فهذا قد توجّه إليه تكليف بالصلاة مثلا و ذاك قد توجّه إليه تكليف آخر بالصلاة خاصّ به، و إذا عصى هذا فلا يتحمّل وزر عصيانه ذاك.

و تحتاج النظرة الأولى- التي هي ضرورية في حياة المجتمع المسلم و من خلالها يعيش أفراده التعاون و المحبة و الألفة- إلى وسيلة تقيه من التصدّع و الانحراف و تجعله أكثر استقامة و صوابا، و تلك الوسيلة هي الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر. و عليه فالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هما السياج الحديدي الذي يحفظ المجتمع المسلم من التصدّع و الانحراف.

ثم انه وقع الكلام في المراد من كلمة «من» فهل هي تبعيضية أو بيانية؟

و على الأول يصير المعنى: ليكن من بعضكم أمّة يدعون ... و على الثاني يصير المعنى: و لتكونوا أمّة تأمرون بالمعروف ... على حد قولك: ليكن لي منك صديق.


[1] آل عمران: 104.

[2] بحار الأنوار 71: 274، الباب 16، حفظ الأخوة و رعاية أودّاء الأب، الحديث 19.

[3] كنز العمال 1: 141، الرقم 674.

نام کتاب : دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام نویسنده : الإيرواني، الشيخ محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 257
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست