لا يمكن ان
تتحقق إلّا بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و الثاني يدل على طلب التواصي
بالحق و التواصي بالصبر، و عملية التواصي بذلك عبارة أخرى عن الأمر بالمعروف و
النهي عن المنكر.
ثم
ان الآيات الكريمة المرتبطة بمسألة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر كثيرة إلّا
ان سردها جميعا لا يستفاد منه إلّا الحث على ذلك، فالمناسب الاكتفاء بالآيات التي
تتضمن نكات خاصّة.
و
لعل من أمثلة القسم الأول قوله تعالى:
كُنْتُمْ
خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ
عَنِ الْمُنْكَرِ وَ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ...[1]،
فإن دلالته هي الحث على الوظيفة المذكورة و ان التحلّي بها موجب لصيرورة الأمّة
خير أمّة.
و
قوله تعالى: لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ
يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ آناءَ اللَّيْلِ وَ هُمْ يَسْجُدُونَ* يُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ
عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَ أُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ[2]. و
هو كما يدل على الندب إلى الوظيفة المذكورة يدل على أن الأمّة المتحلية بذلك أمّة
صالحة، فالأمّة الصالحة هي التي تمارس الوظيفة المذكورة.
و
دلالته هي الحث على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و بيان ان ذلك نحو من أنحاء
السلوك الذي كان يمارسه النبي صلّى اللّه عليه و آله طول حياته المباركة.