اللعن على
ترك وظيفة النهي عن المنكر يدل على مدى أهمية الوظيفة المذكورة.
هذا
في الكتاب الكريم.
و
أمّا السنة الشريفة فالأحاديث التي يمكن الاستشهاد بها كثيرة، و يكفينا من بينها
حديث محمد بن عرفة: «سمعت أبا الحسن عليه السّلام يقول: لتأمرن بالمعروف و لتنهن
عن المنكر أو ليستعملن عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم»[1]،
و الحديث عن النبي صلّى اللّه عليه و آله: «لا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف
و نهوا عن المنكر و تعاونوا على البر، فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات و
سلّط بعضهم على بعض و لم يكن لهم ناصر في الأرض و لا في السماء»[2]،
و الحديث القائل: «إذا أمّتي تواكلت الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فليأذنوا
بوقاع من اللّه»[3].
ثم
ان الآيات الكريمة الواردة في الحثّ على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر على
شكلين: بعضها صريح الورود في المجال المذكور كالآيتين الكريمتين السابقتين، و
بعضها ليس بصريح في ذلك و لكنه يمكن عدّه واردا في المجال المذكور. و لعل من هذا
القبيل قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا
أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ[4]، و
قوله تعالى: وَ الْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ
آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا
بِالصَّبْرِ[5]،
فان الأول يدل بوضوح على توجّه مسؤولية خاصّة إلى ربّ الأسرة تجاه أفراد أسرته
بالمحافظة عليهم من ارتكاب ما يستوجب عذاب جهنم، و تلك المحافظة
[1] وسائل الشيعة 11: 394، الباب 1 من أبواب الأمر و
النهي، الحديث 4.