و إلّا يلزم
قتال الباغية حتى تفيء إلى أمر اللّه فان فاءت فآنذاك يلزم الإصلاح بينهما.
و
من خلال ضم هذه الآية الكريمة إلى ما سبق يتّضح ان القتال الواجب ذو أنحاء ثلاثة:
فتارة يجب قتال الكفار من غير أهل الكتاب إلى ان يسلموا، و أخرى يجب قتال الكفار
من أهل الكتاب إلى ان يسلموا أو يرضخوا إلى دفع الجزية، و ثالثة يجب قتال الفئة
الباغية من المسلمين إذا بقيت مصرّة على بغيها.
ثم
انه يمكن ان يستفاد من الآية الكريمة مبدأ مهم، و هو انه متى ما وقعت خصومة بين
المؤمنين فيجب السعي لإزالتها و إصلاح الأمر حتى لو كانت بين شخصين و لا يجوز
السكوت و النظر إلى الموقف دون اكتراث. و صدر الآية و ان عبّر بالطائفة التي لا
تصدق إلّا على المجموعة إلّا انه لا ينبغي فهم الخصوصية لذلك. و مع التنزل فتكفينا
الآية الثانية التي تأتي بعدها حيث تقول: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ
إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ[1].
و
عليه فهناك حكمان متغايران:
أحدهما:
متى ما حدث قتال بين المؤمنين فيجب السعي لإخماده.
ثانيهما:
متى ما حدثت خصومة و لو من دون قتال فيلزم السعي لإصلاح الأمر.
و
يأتي التعرّض إلى البحث المذكور ثانية إن شاء اللّه تعالى تحت عنوان «السعي
للإصلاح».