الجاهلية
القاضية بحظر التعامل الاقتصادي بكل ألوانه في موسم الحج و بطلان الحج إذا اقترن
بذلك.
2-
وجوب الكون في المشعر الحرام بعد الإفاضة من عرفات. و هذا هو الواجب الثالث من
واجبات الحج.
3-
لا بدّ من ذكر اللّه سبحانه في المشعر الحرام على نعمة الهداية بعد الضلال.
و
الآية الكريمة ظاهرة في وجوب ذلك، و لكن لا بدّ إمّا من رفع اليد عن الظهور
المذكور و المصير إلى الاستحباب- لتسالم الأصحاب عليه- أو تفسير الذكر بما يعمّ
الذكر في الصلاة الفريضة التي تؤدى هناك.
4-
لا بدّ للجميع من حضور عرفات و الوقوف فيها قبل المشعر الحرام ثم الإفاضة مع بقية
الناس على خلاف التصوّر الراسخ لدى قريش حيث كانوا يعتقدون بانهم أهل حرم اللّه
سبحانه و سدنة الكعبة و أبناء إبراهيم عليه السّلام و لا بدّ و ان يترفّعوا عن
بقية القبائل و لا يخرجوا إلى عرفات التي هي خارج الحرم المكي بل يقفوا في المشعر
الحرام فقط، و كانوا يلقّبون أنفسهم ب «الحمس»[1]،
فكانوا يقفون في المشعر الحرام لانه ليس بخارج عن الحرم المكي و لا يقفون في عرفات
لانها خارجة عنه و هم أهل الحرم فلا ينبغي لهم الخروج عنه[2]،
و جاءت الآية الكريمة للردّ عليهم و انه لا بدّ و ان يقفوا في عرفات كبقية الناس و
يفيضوا من حيث أفاض الناس.
[1] جاء في مجمع البحرين 4: 63 ما نصّه:« و الحمس بضم
حاء و سكون ميم: جمع أحمس، و هم قريش و من ولدته و كنانة و جديلة قيس لانهم
تحمّسوا في دينهم، أي تشدّدوا، و كانوا يقفون بمزدلفة لا بعرفة و يقولون: نحن أهل
اللّه فلا نخرج من الحرم، و كانوا لا يدخلون البيوت من أبوابها و هم محرمون».