تدل
الآية الكريمة على ان النبي صلّى اللّه عليه و آله كان في انتظار نزول الوحي عليه
في أمر القبلة حيث كانت قبلته بيت المقدس، و كان اليهود يعيّرونه بذلك فنزل عليه
جبرئيل بتحويل القبلة إلى شطر المسجد الحرام و هو في اثناء صلاة الظهر في مسجد بني
سالم في المدينة المنورة و كانت الركعتان الأوليان إلى بيت المقدس و الأخيرتان إلى
المسجد الحرام.
و
كانت قضية تغيير القبلة أمرا مهمّا في تلك الفترة لانها تعني من ناحية توجيه ضربة
قوية إلى اليهود، و من ناحية أخرى ان تلك القبلة الأولى إذا كانت حقّة فلماذا
التغيير؟ و إلّا فلم الأمر بالتوجه إليها سابقا[3]؟
و
من هنا جاء التأكيد تلو التأكيد فأمر النبي صلّى اللّه عليه و آله في الآية
الكريمة بالتوجّه إلى الكعبة أمرا خاصّا به و وجّه أمر ثان إلى جميع المسلمين
بالتوجّه إليها لئلا يتصوّر اختصاص الأمر الأول به صلّى اللّه عليه و آله.
[3] و يمكن دفع الشبهة المذكورة بان الكعبة في بداية
الإسلام وضعت فيها الأوثان و الأصنام و التوجه إليها فيه دلالة على تأييد فكرة
الأصنام، و لمّا سيطر المسلمون و كسّرت تلك الأصنام لم يبق مانع من التوجه إليها.