قد
يستدل بالآية الكريمة على اعتبار النية في الصلاة و غيرها من الواجبات العبادية،
بمعنى لزوم صدورها عن قصد التقرّب بها للّه سبحانه.
و
تقريب الدلالة: ان الآية الكريمة تدل على ان اللّه سبحانه لم يأمر إلّا بعبادته عن
إخلاص، فالعبادة عن إخلاص و بلا شرك هي المأمور بها، و حيث لا يمكن تحقق العبادة
عن إخلاص إلّا بالإتيان بالواجب مع قصد التقرّب فيلزم على هذا قصد التقرّب في كل
واجب.
و
عليه يكون مقتضى الأصل الأولي في كل واجب بمقتضى الآية الكريمة هو وجوب قصد
التقرّب به، غايته ما ثبتت توصليّته من الخارج يكون خارجا بالتخصيص و يبقى الباقي
صالحا للتمسّك بالعموم بلحاظه.
و
تمكن المناقشة بان ليس المقصود ان اللّه لم يأمر إلّا بالعبادة عن إخلاص و انما
المقصود ان العبادة التي أمر بها سبحانه ليست هي إلّا العبادة عن إخلاص.
و
على هذا فلا يمكن التمسّك بالآية لإثبات عبادية ما يشك في عباديته و لزوم قصد
القربة في ما يشك في لزوم ذلك فيه، بل هي ناظرة إلى الواجب الثابت عباديته و ان
المطلوب فيه الإخلاص.
و
مما يؤكد ما ذكرناه ان الآية تشتمل على الحصر بشكل يأبى التخصيص،
[1] التنقيح في شرح العروة الوثقى 1: 275، كتاب الصلاة.