فصلٌ
في فضل البكاء والتباكي
(وبعدُ) فاعلَمْ أيّها المُواليْ
للمصطفى والمُرتضى والآلِ
بأَنَّ منْ بكى وأَبْكى فِيهمُ
فلا تمسُّ جِسْمَه جهنمُ
وَأَنَّ مَنْ قد ذُكِروا لديه
يوماً ففاض الدَّمعُ من عينيه
وانْ يكُنْ كالجُنْحِ للذبابِ
يُغْفَرْ لَه الذنبُ بلا ارتيابِ
فابكِ دماً على قتيلِ العَبْرة
والسيدِ السِبْطِ شهيدِ العِتْرَة
عِبْرَةِ كلِّ مؤمنٍ ومتَّقي
فما بكى باكٍ عليه فَشقيْ
وإنْ يَفُتْكَ أن تكونَ باكي
فلا يَفُتْكَ الأجرُ بالتباكي
فعنهمُ لِمَنْ تَباكى يُروى
جنةُ عدْنٍ هيَ نعمَ المأوى
في الولاية واشتراطها في جميع الأعمال
والحزْنُ والبكاءُ خيرُ آيةْ
تُشْعِرُ بالحبِّ وبالولايةْ
مَنْ صام لله وصلَّى واقْتَرَبْ
وجاء مُخْلِصاً بأفْضَلِ القُرَبْ
وأنفَقَ المالَ وَجدَّ واجْتهدْ
وطُولَ عُمرِه لِربِّه عبَدْ
ثمّ أتى الله بِلا ولايةْ
فهوَ كأَهلِ الشِرْكِ والغِوايه
وَليس في أَعمالِه ثوابُ
ثمّ عليه الخَزيُ والعذابُ
دِيني الوِلاءُ والتبرِّي مَذْهبي
وحبُّ أهلِ البيتِ أقصى إربي