تبَاً لما قَدّمتُمُ مِنَ العَمَلْ
وُسوءة لمِا صَنَعْتُمْ وَخَطَلْ
بأَيِ عَينٍ تنَظِرُونَ المُصْطَفى
وَقد فَعَلْتُم كُلَّ جَوْرٍ وجَفا
حِينَ يقُولُ قَدْ قَتلتُمْ عِتْرَتي
إِلَيْكُمُ فَلسْتُمُ مِنْ أمَّتَي
فقالَ بَعضُ الحاضِرينَ منهمُ
هلَكْتُمُ وأنتُمُ لم تَعْلَمُوا
قالَ الإمامُ فاقبَلُوا نَصِيحَتي
لكُمْ وفي الله اقبَلُوا وَصيَّتي
قالوا له نَحنُ جميعاً نسْمَعُ
نُطيعُ ما أَمرتَنا وَنَتْبَعُ
مُرْنا بما تَشاءُ لَسْنا نَرغَبُ
عنكَ وَلا مولىً سواك نَطْلُبُ
قالَ لهمْ هيهاتَ هيهاتَ الوَفا
وكيف أَنسى منكُمُ ما سلَفا
رِمتُمْ بأنْ تَأتُوا إليّ مِثلَما
جئتُمْ لآبائي فيما قَدُما
كلا وَربِّ الراقصاتِ الإبِلِ
فالجُرحُ لم يُسْبَرْ وَلم يَنْدَمِلِ
قتلتمُ أبي وأهلَه مَعَه
وَالصلحاءَ الغُرَّ ممَّنْ تَبَعه
وغُصَصُ الَخطْبِ المَهوْل تجرِيْ
بين حناجِري وَبَيْنَ صَدْرِي
مَسْألتي بأنْ تكونُوا لا لَنا
وَلا علينا وَهوَ غايةُ المنى
فصلٌ
في دخولهم على عبيد الله بن زياد لعنه الله
وأعظمُ الخُطُوبِ وَالدَواهي
دخُولُهمْ على عَدوِّ الله
إذْ حلّ قَصرَ الظُلْمِ والعِدْوانِ
وقَدْ دَعا الناسَ إلى الإتيانِ
وجيءَ بالرأسِ الشَريفِ الطاهرِ
لذلكَ الرِجْسُ الظَلُومِ الفاجِرِ