نام کتاب : الصولة الجعفرية في الرد على اللمعة البهية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ هادي جلد : 1 صفحه : 135
بمنكبي,
فإذا هو عليّ, فترَحَّم على عمر, وقال: ما خلَّفْتُ أحداً أحَبَّ إليَّ أنْ ألقى
اللهَ بمثل عَمَلِهِ منكَ, وأيمُ اللهِ إنْ كنتُ لأَظنُّ أنْ يجعلَكَ اللهُ مع صاحِبَيكَ,
وحَسِبتُ أنّي كنت كثيراً أسمعُ النبيّ صلیاللهعلیهوآلهوسلم يقول
ذَهَبْتُ أنا وأبو بكر وعمر, ودخلتُ أنا وأبو بكر وعمر، وخرجتُ أنا وأبو بكر وعمر).
انتهى.
ووَرَدَ
عن عليّ بن أبي طالب (كرم الله وجهه) أنّه كان اذا قرأ قوله تعالى: [وَنَزَعْنَا
مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ][1]،
وقوله تعالى: [وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهِمْ الأَنْهَارُ][2]
يقول: (أرجو أنْ أكونَ أنا وطلحة والزّبير منهم) ما رواه البيضاوي وغيره, ويزيدُ
على ذلك: أنه لم ينقل المخالفون عنه مما يزعمونه من العداء أو التكفير، بل نقل عنه
عدمُ ذلك، حتّى في الخارجين عنه الباغين عليه في صفين، ففي نهج البلاغة قوله (كرم
الله وجهه): (أصبحنا نقاتل إخواننا في الدّين), فأهلُ السّنّة عملوا مما عمل
الكرام في إعلاء كلمة الله وخدمة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في
حياته وبعد وفاته.
ومما
يؤيّدُ سيرةَ عليّ (كرم الله وجهه) مع الخلفاء الثلاثة أنّها كانت بمقتضى الحكمة
الإلهية, والإشارة النبوية، وأنّه رأى رأيَ الصّلاح والأصلح فيما وقعَ كما قدّمناه
، فإنّه لمّا تعيّن عليه القيامُ بالخلافة قام بها أعظم قيامٍ, وانتقم ممن خَرَجَ
عليه أشَدَّ الانتقام.
والحاصل:
أنّ المسلمين على ثلاثِ درجات:
الدرجة الأولى:
المهاجرون: قال تعالى: [لِلْفُقَرَاءِ
الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ