علي وأكل معه)[1] وروي ابن مردويه‌[2] والخطيب الخوارزمي‌[3] وغيرهم من مشاهير علماء أهل السنة أن النبي (ص) قال (علي خير البرية)[4].

وذكر البلاذري‌[5] في تاريخه أن علياً كان خير البرية بعد رسول الله (ص) وروي أبن شيرويه الديلمي في كتاب الفردوس وابن حنبل في كتاب الفضائل‌[6] وغيرهم من ثقاة رواة العامة أنه قالت عائشة أن رسول الله (ص) قال (علي خير البشر فمن أبى فقد كفر)[7] وكفاك دليلًا على أفضليته ما كان له من الفضائل التي يقصر عن عدها اللسان ولا يحيط بنصها البيان:

فقد فاق الورى في جميع الصفات وبلغ الغاية في سائر الكمالات (أما العلم) فقد نقل الرواة الثقاة أن الصحابة كان إذا اشتبه عليهم حكم من الأحكام الشرعية أو مسألة من المسائل العلمية رجعوا إليه واعتمدوا عليه. وقد قال في حقه النبي (ص): (أنا مدينة العلم وبابها علي)[8] و (علي مع الحق والحق مع علي)[9] و (إن أقضاكم علي)[10] (وأما الشجاعة) فقد ضربت بمواقفه الأمثال ولم تقدر على مبارزته الأبطال وكانت تخشى مقابلته الفرسان ولم تستطع مصارعته الشجعان وقد اعتز بسيفه جانب من المسلمين وانكسرت بواسطته شوكة الكافرين‌

وحسبك شاهداً على ذلك ما ذكرته كتب السير والتاريخ من أنه (ع) قتل في غزوة بدر ستة وثلاثين بطلًا من الكافرين‌[11] وفي غزوة أحد بعد أن صبغ علي بن أبي طالب الأرض من دماء المشركين ولاذ أبطالهم وصناديدهم بالفرار واشتغل المسلمون بالغنائم حمل خالد بن الوليد بأصحابه على النبي (ص) واحتوشوه بالسيوف والرماح والحجارة حتى غشي عليه‌

[1] الخصال ج 2 ص 119

[2] نقله عن السيوطي في الدر المنثور ج 6 ص 379 ط مصر بطريقين عن أمير المؤمنين علي وعن عائشة

[3] الخطيب الخوارزمي في كتاب المناقب ص 66 ط تبريز

[4] وذكره الألوسي في روح المعاني ج 30 ص 207 ط المنيرية بمصر وذكره الشوكاني في فتح القدير ج 5 ص 464 ط مصطفى الحلبي بمصر... الخ

[5] أحمد ابن يحيى ابن جابر.

[6] احقاق الحق ج 4 ص 49 نقله عن أحمد ابن حنبل طبعة المطبعة الاسلامية طهران تحقيق شهاب الدين المرعشي

[7] جاء في ينابيع المودة ص 246 وجاء في كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 119 بتغيير يسير في اللفظ. وفي كتاب كنوز الحقائق في حديث خير الخلائق المطبوع بهامش جامع الصغير للسيوطي الشافعي بهامش ج 2 ص 20، 21. وفي كنوز العمال لعلي المتقي الهندي الحنفي ج 6 ص 159. وقد جمع أحد علماء الإمامية وهو أبو محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي نزيل الري جزء جمع فيه ما يقرب من خمس وتسعين طريق للحديث وقد ذكر فيه جميع ألفاظه وسماه( نوادر الأثر في علي خير البشر).

[8] رواية ابن الأثير في أسد الغابة ص 22 ج 4، مستدرك الصحيحين ج 3 ص 126.

[9] منتخب كنز العمال ج 5 ص 30، تاريخ ابن عساكر ج 3 ص 119، تاريخ بغداد ج 14 ص 321، الخلفاء لأبن قتيبة ج 1 ص 43

[10] الرياض النظرة ج 2 ص 198. صحيح البخاري في كتاب تفسير قوله تعالى‌[ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا].

[11] ذكر في الفصول المهمة ص 53 طبعة الغري عدد من قتل من أبطال قريش أحد وعشرون قتيلًا وأيضاً في نور الأبطال للشبلنجي ص 74 ط مصر.