وقد عدَّ من مساوئ الآداب ومُنافيات المروءة أن يجري ذكر الحمار
والألفاظ القبيحة في مجلس قوم من أولي العلم والفضيلة والمروءة[2].
ثانياً: اختلاف المروءة بحسب الأمكنة:
وأمّا الاختلاف بحسب الأمكنة فمثاله خروج العالم الديني في سوق النجف
الأشرف من دون عباءة فإنَّه يُعْتَبَر نقصاً عُرْفياً له، ولا يكون هذا نقصاً
عرفياً في بلاد الهند، كما أن جلوس العالم الديني في المقاهي أو النوم فيها خلاف
المروءة، بينما جلوس العوام في المقاهي لا يذهب المروءة.
وذهب الفقهاء بأنه يكره وَطْءُ الرجل إحدى زوجاته بحضرة البقية، لأنه
بعيد عن المروءة، وقد استشكل على نبي الله شعيب (ع) كيف يرضى لابنتيه بسقي الماشية
وهذا خلاف المروءة[3]؟! وأُجيب
بأنه ليس ذلك بمحظور والدين لا يأباه، وأما المروءة فالناس مختلفون في ذلك والعادة
متباينة فيه، وأحوال العرب فيه خلاف أحوال العجم، ومذهب أهل البدو غير مذهب أهل
الحضر خصوصاً إذا كانت الحالة حالة ضرورة[4].
ومن خوارم المروءة بحسب الأمكنة هو الجلوس أو الوقوف في الأسواق
والطرقات العامة لرؤية من يمر[5]، فكيف في
هذا الزمان التعيس الذي أصبح فيه بعض الشباب الفارغ يقضي جميع أوقاته في الشوارع
والأسواق للنظر للآخرين مصحوباً بالتحرش بالنساء، وقد روي عن سفيان بن حسين قال: (قلت لإياس بن معاوية ما المروءة؟ قال: أما في بلدك وحيث تعرف
فالتقوى، وأمّا حيث لا تعرف فاللباس)[6].