responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 88

لقد تحصّل مما سبق أنَّ المروءة هي الاستقامة العرفية وبما أن الأحكام العرفية تتغير بتغير الأماكن والأشخاص والأزمان، لأن الواقعة المترتبة على العرف لها عدة وجهات نظر بين العلماء وقلما تنضبط، مِمّا يُعَبَّرُ عنه بأنَّهُ اختلافٌ في عصر وزمان لا في حجة وبرهان.

فالمروءة تتغير باختلاف الأمكنة والأزمنة والأشخاص‌[1]، قال الشهيد الثاني: (ويختلف الأمر باختلاف الأحوال والأشخاص والأماكن). لذا عرف الفقهاء المروءة بأنَّها التخلق بخلق أمثاله في زمانه ومكانه. وهذا بخلاف العدالة فإنها لا تختلف باختلاف الأشخاص، فإن الفسق يستوي فيه الشريف والوضيع بخلاف المروءة فإنها تختلف‌[2].

أولًا: اختلاف المروءة بحسب الأشخاص:

إنَّ المروءة تزداد كلما ازداد جاه الشخص وعنوانه الكبير في المجتمع، فمثلًا أكل الرجل الاعتيادي في السوق وشربه لا يكون مخالفاً للمروءة، بخلاف القاضي والفقيه والمسؤول الكبير فإنه خلاف المروءة. وكذلك لبس الفقيه لباس الجند من غير داعٍ إلى ذلك خلاف المروءة بينما لبس الفقيه لباس الجند في وقتنا الحاضر في ساحة المعركة يعتبر من الشرف والرجولية والوطنية والصفات المحمودة.

كما إن لبس القاضي الطيلسان- الجبة- عند قضائه من المروءة، وكشف الرأس وخلع العمامة من رأس العالم الديني دليل على ذهاب مروءته.

وقد هجا محمد بن أبي بكر معاوية بن أبي سفيان بأبيات ذكر فيها بأن معاوية ينازع أهل المروءة، وهذا دليل على أن أهل المروءة لهم مقام لا ينازعهم عليه أحد، ومدح أمير المؤمنين الإمام علي (ع) بأنه من أهل المروءة بقوله:

معاوي ما أمسى هَوَى يستقيدني‌

إليك ولا أخفي الذي لا أعالن‌

إلى أن يقول:


[1] الزبدة الفقهية: 4/ 162.

[2] مغني المحتاج: 4/ 431.

نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست