responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 387

3. بيان الغلظة على الكافرين والتراحم ما بين المسلمين، ونشر الرعب في نفوس أعداء الإسلام قال الله تعالى: [يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنْ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ‌][1].

4. أن ينتصر المدافع على نفسه التي بين جنبيه وتكون أهواؤه وشهواته خاضعة لأمر الله تعالى ونهيه، فلا ينتصر على عدوه الذي يحمل السلاح حتى ينتصر على نفسه من شهواتها، فقد قال زيد بني علي (ع): (ما خاف قوم حرَّ السيوف إلا ذَلّوا).

5. التسليح بالصبر والمصابرة فإن الحرب بلاء الإنسانية يصحبها نقص في الثمر والخوف والاضطراب والقلق ولا علاج لذلك إلا بالصبر فهو الإرادة القوية والعزم الصادق.

6. أن يدافع في سبيل الله لا لأجل حمية أو عصبية فقد يدخله ذلك ظلم، وهذا ما يؤدي إلى ضعف النفس عن القتال فمن خلا قلبه من الإيمان بالله فإنه يكون منه التخاذل في وقت الشدة.

ثالثاً: الرئيس المطاع:

لما كانت الحرب من الأعمال الجليلة ذات الأهمية الكبر ى التي تتركز عليها سعادة الأمة وشقاؤها في دفع العدوان عنها، كان اللازم وجود الرئيس المحنك فيها الذي يحسن إدارة الجيش وله البصيرة والخبرة بطرق النجاح فيها، وله من المسكة والعصمة ما يمنعه من الإغراء بفواتن الحياة ومباهج الملذات الصارفة له عن تدبير شؤون الفوز والظفر. والدفاع ما يحتاج إلى رئيس مُطاع له أشياع واتباع ورأي سديد وبأس شديد، قابل للسياسة، وأهل للرفعة والرئاسة، له معرفة بمحاربة ومخاصمة الكفار والفجار والأشقياء إذا أمر انقادوا لأمره، وإذا نهى وزجر انتهوا لزجره، ذو بصيرة وصاحب رأي وتدبير، عالم بطريقة السياسة وعارف بدقائق الرئاسة، صاحب إدراك وفهم وثبات وجزم وحزم أنْ يقوم بأحمالها، ويتكلف لحمل أثقالها، لا أن يكون من الوسواسين، وصاحب الرأي الحري بالاتباع، والجامع لمحاسن الأقوال والأفعال ذي هيبة تخضع لها الأبطال، وتذل لها فحول الرجال، القابل للرئاسة، الخبير بفنون السياسة، حَسَن السيرة، جيد البصيرة، إذا غضب هابه الأسد الضرغام، العادل بالرعية، القاسم بالسوية، لا بالمتهور في الحرب، ولا بالجبان المضطرب، ذي تدبير وحكمة، وعزم في الأمور وهمة، سلاحه الدعاء وقوّته من الاعتماد على رب الأرض والسماء، ملازم للعمل بأحكام الله تعالى، وأن يكثر البشاشة والتبسم في وجه أصحابه، ويزيد اللطف على من له مّزية على أصحابه، ويكثر اللوم والعقاب على من قصّر في المحاربة ليقع المدافعون في الغيرة. وأن يعتمد على الله، ويرجع الأمور إليه، ولا يكون له تعويل إلا عليه، ويسند النصر إلى الواحد القهّار، وأن لا يودع شيئاً من الأسرار إلا عند من يخاف بطش الملك الجبار، وأن يقيم شعائر الإسلام ويجعل مؤذنين وأئمة جماعة في عسكر الإسلام، وينصب الواعظين يبينوا نقص الدنيا الدنية للجيش والرعية، ويرغبوا في طلب الفوز بالسعادة الأبدية، ويسهلوا أمر حلول المنية، ببيان أن الموت لا بد منه، ولا مفرّ عنه، وإن موت الشهادة فيه سعادة، وإن الميت شهيد حي عند ربه، معفو عن إثمه وذنبه، وللرئيس المطاع في الدفاع إجبار الناس على القتال والنزال، وله اخذ ما يتوقف عليه تدبير العساكر والجنود لرد أهل الكفر والطغيان والجحود من الرعية بمقدار ما يدفع هؤلاء الكفار الأشقياء إذا توقف الدفع عليه، فإن لم يفِ اخذ من البعيد بقدر ما يدفع به العدو المريد. ويلزمه أعداد الأسلحة وكل ما يعزز النصر في المعركة، من أعداد


[1] سورة التوبة/ 123.

نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 387
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست