responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 319

قال الله تعالى: [يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِي* وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِي* وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ* وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ* أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ‌][1].

إنّ هذه الآيات المباركة هي أول ما خوطب به يهود المدينة من الآيات القرآنية المدنية، وهي صريحة الدلالة على أنّ اليهود لم يقابلوا الدعوة الإسلامية التي وجهت إليهم مقابلة حسنة، وفيها إشارة إلى النهي لهم عن أنْ يكونوا أول الكافرين بالقرآن، وعن لبس الحق بالباطل وكتم الحق الذي يعرفونه وهو كون رسالة النبي (ص) ووحي الله إليه بالقرآن حقاً وصدقاً، ثم السؤال الاستنكاري عن أمرهم الناس بالبر وعدم سيرهم في طريقه. ففي كل ذلك دلالات على المقابلة غير الحسنة للدعوة التي وجهت إليهم أولا ثم على ظهور إمارات وقوفهم منها موقف الجحود والتعطيل ثانياً. وهنالك عدة أسباب لعداء اليهود للدعوة الإسلامية أهمها:

1. اعتقاد اليهود أنهم خارجون عن نطاق الدعوة الإسلامية، فإذا هم يدعون إليها والاندماج بها ومساواتهم بالعرب وهم شعب الله المختار الذي له السيادة والسلطان على غيرهم من الأميين فكيف يقبلون ذلك؟

2. سد النبي (ص) على اليهود باب الأمل في مجي‌ء رسول من سلالتهم يحقق لهم أغراضهم، وذلك لتقرير النبي (ص) بخاتمية الرسالة ولا نبوة بعده. فكيف يقبلون أن تكون فخر الرسالات لسلالة نبينا إسماعيل علبه السلام؟، كما إن اليهود أنكروا أن تكون هناك رسالة من غير بني إسرائيل، فهم وحدهم الجديرون لاختيار الرسل منهم، ومحمد من العرب الأميين [هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ‌][2]، فلذلك لا يعترفون برسالته وقد قال حي بن أخطب وكعب بن أسد وأبو رافع وغيرهم لعبد الله بن سلام حين أسلم: ما تكون النبوة في العرب ولكن صاحبك ملك‌[3]، وقد أنزل الله تعالى‌

3.


[1] سورة البقرة: 44، 43، 42، 41، 40

[2] سورة الجمعة: 2

[3] ينظر: السيرة النبوية/ ابن هشام: 2/ 44.

نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 319
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست