responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 318

ودعوته. ولهذا اندفع اليهود في التنكر والحقد والصد والتآمر إلى النهاية على الدعوة الإسلامية.

ثالثاً: الأمل في إيمان اليهود

كان على اليهود أنْ يكونوا أول المؤمنين بالدعوة الإسلامية لا أن يكونوا أول الكافرين بها، وذلك لأسباب عدة في قبول الدعوة أو على الأقل وقوفهم موقف المحايد ونجمل أهمها:

1. جاء النبي (ص) بدعوة كلها سلام لا تبغي ظلماً ولا عداء. قال تعالى: [يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً][1]، ولهذا عقد الرسول (ص) مع اليهود معاهدة على حسن الجوار والتعاون وعلى تأمينهم على دينهم وأموالهم.

2. إنّ اليهود جماعة سبقت لهم دعوة سماوية أساسها التوحيد والإيمان بالرسالات والمعاد، والقرآن جاء مصدقاً لهم [قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنْ الرُّسُلِ‌][2].

3. إن القرآن الكريم مدح الأنبياء السابقين وقدس كتبهم التي أنزلها الله عليهم وجعل ذلك شرطاً لصحة إيمان المؤمنين ليبين أنّ دعوته ليست عنصرية ولا خاصة.

4. إنّ التوارة المنزلة من عند الله بشرت بمحمد ورسالته كما قال تعالى: [الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الامِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ‌][3].

5. دخول بعض أحبار اليهود المشهور لهم بالعلم والتقوى للإسلام كعبد الله بن سلام أحد رؤساء بني قينقاع كان أهلًا أن يتبعه اليهود في ذلك‌[4].

6. استقبال النبي (ص) والمسلمين لبيت المقدس مدة سنة ونصف في صلاتهم كما تستقبله اليهود في صلواتهم.

ولكن اليهود أصروا على معاداتهم للدعوة الإسلامية، بل أملوا من وراء ذلك أن ينحاز النبي (ص) عن دعوته ودينه إلى دينهم كما قال تعالى: [وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ‌][5].

رابعاً: موقف اليهود من الدعوة الإسلامية


[1] سورة البقرة: 208

[2] سورة الأحقاف: 9

[3] سورة الأعراف: 157

[4] ينظر: صحيح البخاري: 3/ 161، السيرة النبوية/ ابن هشام: 2/ 25

[5] سورة البقرة: 120.

نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 318
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست