responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 277

آفة لقوله تعالى: [وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ‌][1]، لذا هي تعدد بحسب الدرجات فإذا أراد الإنسان أن يعلم كم درجة هو قريب من الصراط المستقيم فلابد أن ينظر إلى سبيله، فللسبيل مراتب كثيرة من جهة خلوصه وشوبه وقربه وبعده من الصراط المستقيم.

الحاجة إلى الصراط المستقيم:

إن الصراط لا يكون صراطاً إلَّا بمرور المارة عليه، وإن الخلائق كلها متوجهة شطر الحق توجيهاً غريزياً وحركة جبلية نحو مسبب الأسباب، وفي هذه الحركة الجبلية لا يتصور في حقهم الضلال والانحراف عمّا عيّن الله لكل منهم، والله أخذ بناصيتهم كما قال الله تعالى: [مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ‌][2]. فكل دابة أخذ الله عزَّ وجل بناصيتها وعليه رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كما قال تعالى: [مَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ‌][3] فتكون مفطورة على المشي على نهج الاستقامة من غير ضلال.

وأمّا مسمى الإنسان فسنخ وجود متحرك لا ساكن، والحركة من خصائصها فيها مبدأ وفيها منتهى كما وصفه القرآن المجيد: [يَاأَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ‌][4] أي مسافر، أي لابد من وجود مبدأ ومنتهى، فلابد من هذا السفر من صراط يبدأ به حركته وينتهي به، فالصراط المادي يبدأ بنطفة ثم علقة ثم أنشأهنَّ خلقاً آخر من صبي ثم مميز ثم بالغ مكلف ثم هرم ثم أرذل العمر وهكذا إلى منتهاه الموت ثم الحشر ثم البعث، وهذا هو السفر المادي.

وأمّا سفره المعنوي وهو إلى الله تعالى يصل به كما وصل رسولنا الأعظم إلى قاب قوسين أو أدنى، ثم درجات درجات. وهذا السفر يحتاج إلى صراط،


[1] سورة يوسف/ آية: 106

[2] سورة هود/ آية: 56

[3] سورة هود/ آية: 6

[4] سورة الانشقاق/ آية: 6.

نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 277
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست