responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 276

3- إن الصراط المستقيم مقصده الحق ويؤدي إلى الجنة، بينما السبل قد تؤدي إلى الجنة فيما إذا صبت في الصراط المستقيم، قوله تعالى: [لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا][1]، وقد تؤدي إلى الجحيم فيما لو كانت لا تصب في الصراط المستقيم قوله تعالى: [لَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ‌][2]. فالصراط والسبيل ليس كل منهما في قبال الآخر بل هنالك نحو علاقة وارتباط. وهذه العلاقة لها احتمالان:

الأول: الصراط المستقيم هو الطريق الواسع الكبير وسبل الحق هي الطرق الفرعية المؤدية إلى الطريق المستقيم، وذلك من خلال اتصال بعضها إلى بعض واتحادها فيه.

الثاني: إن الصراط المستقيم هو نفس سبل الحق الكثيرة. وهذا ما ذهب إليه العلامة الطباطبائي في ميزانه‌[3]، ومعنى هذا أن الصراط المستقيم موجود في كل سبل الحق، ولكن بدرجات مختلفة، ومثاله كالعالم بكل العلوم يتخرج منه الفقهاء والنحويون والأطباء والفلاسفة وغيرهم، فالعالم مثال الصراط المستقيم والمتخرجون من تلامذته هي السبل فكل سبيل يمثل الصراط المستقيم في صفته كما أن الفيلسوف يمثل العالم في فلسفته والنحوي يمثل العالم في نحوه وهكذا.

4- الصراط المستقيم لا يشوبه ظلم أو ضلال أو شرك وهو الطريق الخالص المنزّه علماً وعملًا إلى الله سبحانه وتعالى فسمى العبادة صراطاً مستقيماً لقوله تعالى: [وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ‌][4]، وسمي الدين صراطاً مستقيما لقوله تعالى: [قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا][5]، بينما كل السبل يشوبها ظلم أو شرك أو ضلال، أو يجامع شيئاً من النقص أو


[1] سورة العنكبوت/ آية: 69

[2] سورة الأنعام/ آية 153

[3] تفسير الميزان: 1/ 35

[4] سورة يس/ آية: 61

[5] سورة الأنعام/ آية: 161.

نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 276
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست