responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 27

ان النصيحة على أنواع:

النوع الأول: النصيحة لله تعالى‌

ان النصيحة لله تعالى تقتضي إخلاص الاعتقاد في توحيده، ونفي الشريك عنه وترك الإلحاد في صفاته ووصفه بصفات الكمال والجلال وتنزيهه عما يضادها، والقيام بأداء واجباته على أكمل وجوهها، وهو مقام الإحسان. فلا يكمل النصح لله من دون ذلك، ولا يتأتى ذلك من دون كمال المحبة الواجبة والمستحبة، ويستلزم ذلك الاجتهاد في التقرب إليه بنوافل الطاعات على هذا الوجه، وترك المحرمات والمكروهات على هذا الوجه أيضاً. فقد ورد عن الإمام الحسن (ع): (أرأيتم لو كان لأحدكم عبدان فكان أحدهما يطيعه إذا أمره ويؤدي إليه إذا أتمنه وينصح له إذا غاب عنه وكان الآخر يعصيه إذا أمره ويخونه إذا ائتمنه، ويغشه إذا غاب عنه كانا سواء؟ قالوا: لا، قال: فكذا أنتم عند الله عز وجل)[1].

وقد سأل الحواريون النبي عيسى (ع): ما الخالص من العمل؟ قال: ما لا تحب أن يحمدك الناس عليه، قالوا: فما النصح؟ قال: ان تبدأ بحق الله قبل حق الناس، وإن عرض لك أمران أحدهما لله تعالى والآخر للدنيا بدأت بحق الله تعالى)[2]. فالرغبة في محابه والبعد عن مساخطه والجهاد من كفر بالله تعالى والدعاء إلى ذلك والحث عليه والاعتراف بنعمه وشكره عليها والإخلاص في جميع الأمور. وحقيقة النصيحة لله تعالى عز وجل راجعة إلى العبد في نصحه نفسه فالله تعالى غني عن نصيحة الناصح.

النوع الثاني: النصيحة لكتابه الكريم‌


[1] خرجه ابن أبي الدنيا، وخرج أحمد معناه من حديث أبي الأحوص عن أبيه.

[2] جامع العلوم والحكم 1/ 79، شرح النووي 2/ 37، الديباج 1/ 76.

نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست