responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهادي فيما يحتاجة التفسير من مبادي نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    جلد : 1  صفحه : 62

العرب والعجم وكاسر كسرى وقيصر وبلغ بريد محبراته البر والبحر وانتصر بالله على اليهود والنصارى وحلق نسر قهره حتى اصطاد الصقور والحبارى، وقد حفظ الله شريعته وأعلى كلمته، في جميع ذلك يدعو إلى كتابه ويتحدى بمعجز خطابه، فلو نوقض أو عورض لخفت مؤونته ولهانت بلواه، ولبطلت وحاشا ساحته المقدسة دعواه ثم لم تزل تلك المعجزة الباهرة والآية القاهرة. باقية على مر الدهور وخوالي الأعوام ومواضي الحقب والأيام، لا تزاد على طول المدة إلا جدة، وعلى شدائد الجاحدين والمنكرين إلا شدة، ولا يزيدها التكرار والاستملاء، إلا حسنا وبهاء وجاء وما تصدى في الأزمنة المتأخرة عن زمان نزوله لمعارضته، إلا مأفون الرأي ما ئق العقل. حتى أن من الأعاجيب، وأي شي‌ء منه تقدست آياته ليس بعجيب أنك ترى الرجل في جميع المقامات من النظم والنثر والخطب كخطيب مصقع. فارسا في كل حلبة ولدى كل موضع، فاذا تصدى من أجل ضعف في دينه أو خور في عود يقينه، أو زندقة في هواه أو وصم عهار في عصاه، إلى مقاومة ذلك المقام. ومعارضة معجز ذلك النظام، أفحم وتبلد، وأبكم وتلدد هذا مسيلمة وسجاح وأمثالهم من الأولين، والمتنبي والمعري وأضرابهم من الآخرين كل بزعمه جاء بقرآن وبينات، وسور وآيات ولكن دونك فاضرب فكرك في ما يحكى عنهم من تلك المزخرفات، فهل تجد إلا ما يضحك الصبيان في مكاتبها، وتسخر ربات الحجال منه في مضاربها، ولعمر الله ولعمر الله قسم عظيم، أن هذا الكتاب الكريم، والفرقان العظيم. لو أبدت عجائبه جميع الأنام، بجميع الطروس والأقلام في ذكر معجزاته الدهور والأعوام، لما جمع من عظيم قدره إلا أقل مقدار، ولا وقع صيرفي المعرفة من نحو اعشاره إلا على عشر معشار.

هذه العزة والمنعة، والسمو والرفعة، والحمد والثناء، والمجد والبهاء، العَجَبُ والعُجَب‌[1] والإطراء والطرب والإعجاز والغلب، وما يقصر عنه اللسان ولا يحيط به البيان، ولا تصل إليه الأذهان إنما هو في إحدى طوائله، وأدنى فضائله، وأول آياته. وأسهل معجزاته، وهي معجزة الأسلوب والبيان، هي الصياغة والنظام هي التركيب والانسجام‌


[1] الأمر الذي يتعجب منه.

نام کتاب : الهادي فيما يحتاجة التفسير من مبادي نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست